القائمة الرئيسية

الصفحات

اختيار الزّوج في الإسلام

الزواج
يُعرَّف الزواج لغويًّا بأنه اقتران أحد الشيئين في الآخر أو ازدواج كل مهما، أي إنَّ كلًّا منهما أصبح زوجًا للآخر بعد أن كان كل واحد منهما منفصلًا عن الآخر، أمَّا الزواج شرعًا كما يعرفه الفقهاء فإنَّه ما يُطلق على العقد الذي يُعطى لكل واحد من الزوجين حق المتعة بالآخر على الطريقة المشروعة، ووفقًا لتعريف العلامة محمد بن صالح العثيمين فهو عقد بين رجل وامرأة، ويُقصد به متعة كل منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة ومجتمع مسلم، وهكذا فإنَّ الهدف منه تكوين الأسر الصالحة والمجتمعات السليمة، وعامةً يتوجب على كل من أولياء الأمور النظر في مواصفات أزواج بناتهم وزوجات أولادهم، وإنَّ كل من يريد الزواج يبحث عن أهم المواصفات التي على أساسها يجب اختيار الزوج أو الزوجة، ولمعرفة تلك الأمور إليكم هذا المقال.

اختيار الزوج في الإسلام
يعتمد اختيار الزوجين لبعضهما على التوافق بينهما في المستوى الفكري والاجتماعي إلى جانب المادي، وإنَّ اختيار الزوج في الديانة الإسلامية يعتمد على مجموعة من الأمور، وهي كما يأتي:
  • الدين: يُعد الدين من أعظم الأمور التي يجب توافرها في الشاب المراد الزواج به، أي إنه يجب أن يكون مسلمًا ملتزمًا بالشرائع الإسلامية جميعها في حياته، ومن الضروري أن يحرص ولي المرأة على تحري الأمر، ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة الشاب، لأنَّ الذي يضيع صلاته يُضيع أي شيء آخر فيما يتعلق بحقوق زوجته، أي إنَّ المسلم المؤمن لا يظلم زوجته، وإذا أحبها أكرمها، وإذا لم يحبها لا يظلمها ولا يُهينها.
  • العائلة الطيبة: يُستحب أن يكون الشاب من عائلة طيبة ذات نسب معروف، وإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة فإنَّ الأفضل اختيار الرجل ذي السمعة الطيبة والعائلة المعروفة بهدف الحفاظ على أمر الله عز وجل ما دام لا يُوجد أي مفاضلة في الدين بينهما، لأنَّ صلاح أقارب الزوج يسري للأولاد وطيب الأصل والنسب يردع الكثير من مغريات الحياة، وصلاح الأب والجد ينفع الأولاد والأحفاد.
  • كسب المال: إنَّ من حسن اختيار الزوج أن يكون ذا مال يُعف به نفسه وأهل بيته، وعامةً ليس من الضروري أن يكون الرجل صاحب تجارة وغنى ولكن الأفضل أن يكون له دخل ومال يُعف به نفسه وأهل بيته ويُغنيهم عن الناس، ولكن إذا تقدم شخصان يتعارض كل منهما في المال والدين فإنَّ صاحب الدين يقدَّم ويُفضل على صاحب المال.
  • المواصفات الحسنة: يُستحب أن يكون الرجل لطيفًا رفيقًا بالنساء، ويُحسن أن يكون صحيح البدن وسليمًا من العيوب مثل الأمراض والعجز والعقم، بالإضافة لأهمية اتصافه بالعلم في القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • الجمال: يُعد الجمال من معايير اختيار كل من الزوجين للآخر، ولكن يُشترط في ذلك الأمر عدم تعارض الجمال مع الدين، لأنَّ تعارض أي منهما يؤدي لاختيار الدين والخلق على حساب الجمال، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الجمال ليس أساسًا في الزواج وإنما هو من الأمور التي تُساهم في نجاحه كثيرًا خاصة إذا تميز الزوج بالمال والجمال والحسب والدين.

يجوز للمرأة النظر إلى الشخص الذي يتقدم لها كما يُستحب لها ذلك الأمر، ويكون النظر بحضور شخص محرم عليها، ولا يجوز التمادي في ذلك الأمر من ناحية الخلوة أو الخروج معه معه دون وحدهما أو تكرار اللقاء دون حاجة، والأفضل لولي المرأة التحري عن خاطب وليته والسؤال عنه حتى يعرف مدى موثوقية دينه وأخلاقه وأمانته، بالإضافة لأهمية التوجه لله عز وجل بالدعاء واللجوء إليه بهدف تسيير الأمر والإعانة على حسن الاختيار والإلهام على الرشد والصواب.

نعمة الزواج
يعد الزواج نعمة انطلاقًا من الأمور الآتية:
  • الشعور بالسكينة والمودة، وهذه منة من الله عز وجل على عباده، كما أنّ الزواج يُحقق السعادة المطلوبة.
  • سبيل للبنين والحفدة، وسنن الأنبياء وهدي المرسلين، وهم القادة والقدوة الذين يتوجب على الناس الاقتداء بهديهم.
  • امتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ حث الرسول على الزواج إذا كان الإنسان قادرًا عليه، لأنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، كما أنه امتثال هدي الصحابة والصالحين.
  • سبيل من سبل الغنى، والله وعد الفقراء بالخير، وسبيل تحصيل كنز عظيم ومتاع كريم، إذ تُعد المرأة الصالحة خير متاع الدنيا.
  • عبادة من العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه، وهو الطريقة التي يستكمل بها الدين، فيلقى به الإنسان الله على أفضل حال من النقاء والعفة والطهارة.
  • الطريقة التي يُشبع الإنسان من خلالها غريزته في الأمور الحلال، لأنَّ حب الشهوات من الغرائز التي فطر الله الناس عليها.
  • علاج مشكلة المطلقات والأرامل، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذه المشكلات في زيادة مستمرة وفقًا للإحصائيات المُعلَن عنها.
  • معالجة مشكلة الحب والغرام الذي يحصل بين بعض الشباب والفتيات، وهو الطريقة الشرعية لإشباع الحب بين المتحابين، وهنا تجدر الإشارة أنَّ هذه النقطة لا تدعو للحب قبل الزواج، وإنما تدعو لعلاج الواقع الذي قد يحصل بين المراهقين أو غيرهم، أي إذا تعلق شاب وشابة بالآخر فإنَّ الطريق الحكيم هو زواج كل منهما.
  • تحقيق قوة الأمة، وفي النكاح تكثر الأمة الإسلامية وتقوى، وتنتشر هيبتها بين الأمم الأخرى، كما أنَّ كثرة النسل الإسلامي يُحقق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة.

كيف اهتمّ الإسلام بالزوجة؟

أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالزوجة، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الاهتمام بالنساء والتعامل معهنَّ على أفضل وجه، إذ كان يشرب من المكان نفسه الذي تأكل وتشرب منه زوجته رضي الله عنها، وكان ذلك كله رأفة ورحمة بالنساء، وقد أمر الإسلام بأداء جميع الحقوق للنساء خاصة الحقوق التي تُفرض على الرجل عند زواجه من امرأة معينة، لأنَّ أداء تلك الحقوق يمنع وقوع الظلم والجور بين الزوجين، ويحمي علاقتهما الزوجية من الفشل، كما أنه يحفظ أطفالهما من التشرد، وعامةً يُوجد عنصران مهمان يتوجب على كل من الزوجين أخذهما بعين الاعتبار، وهما أن يُحسن كل منهما اختيار الآخر، وأن يتلطف كل منهما بالقول ويقول قولًا عذبًا.

المراجع
  1.  الشيخ مهنا نعيم نجم (21-3-2015)، "تعريف الزواج وحكمه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  2. "مواصفات الزوج المسلم"، الاسلام سؤال وجواب، 9-2-2000، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  3.  "معايير اختيار الزوج والزوجة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  4.  د.سليمان الحوسني (27-6-2013)، "الزواج... نعمة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  5.  يحيى بن موسى الزهراني، "السعادة والحقوق الزوجية "، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
هل اعجبك الموضوع :
العنوان هنا